تم صباح يوم السبت 30 ماي 2015 الانطلاق في فعاليات اليوم الدراسي المخصص لمشروع "التحول الديمقراطي من خلال اللامركزية" وهو مشروع تشرف عليه شبكة مراقبون ومموّل من طرف مؤسسة هنريش بول مكتب شمال افريقيا تونس .
حضر هذه الفعالية، مجموعة من المنسقين والمشرفين على المدى الطويل ضمن الشبكة من ولايات زغوان، نابل، وبنزرت، قصد التمهيد للمشاركة الفاعلة في الانتخابات البلدية المقبلة،التي لم يحدّد موعدها بعد خاصة وأن إطارها التشريعي لازال غائبا إلى الآن.
مكّن اللقاء المشاركين من التعرّف أكثر على مسائل جوهرية تهم العملية الانتخابية المنتظرة وفك شفرة بعض المصطلحات التي تتردّد كثيرا في الآونة الأخيرة مثل اللامركزية،التي بين السيد رفيق الحلواني المنسّق العام لشبكة مراقبون أنّها تهدف أساسا الى تعزيز الديمقراطية و الحكم الرشيد كما من شأنها أن تدفع بالتنمية المحليّة وأبرز ما لذلك من فوائد على الجانبين الاقتصادي والاجتماعي في المناطق الداخلية .
وقد تمت مقارنة اللامركزية و مقاربتها بمصطلح اللامحورية التي تُعنى بإدارة القرب والنجاعة، وتقوم على تفويض السلطة المركزية لبعض صلاحياتها لفائدة هياكل وأعوان تابعين لها متواجدين في مختلف مناطق الإقليم الترابي للدولة. وقد وضّح السيّد رفيق حلواني أن هيأة اللامحورية لا تتمتّع بالاستقلالية في اتخاذ القرارات _على عكس هيأة اللامركزية_ وتخضع للسلطة المركزية بصفة هرمية.
وتم خلال الندوة استعراض تحدّيات الانتقال الديمقراطي من خلال اللامركزية ،الأمر الذي يقتضي ضرورة توفّر اصلاحات جوهرية في مستوى التنظيم الاداري فهل سيكون دعم خيار اللامركزية هو الخيار الأمثل لتدعيم التنمية الجهوية والنهوض بالجهات والاستجابة إلى تطلعات كل الفئات الاجتماعية وتحقيق التنمية العادلة ؟ وكيف يمكن لآليات دفع التنمية والتعاون اللامركزي في مختلف الجهات من تكريس الديمقراطية المحلية في ظل الانتقال الديمقراطي الهش الذي تشهده بلادنا ؟ هل من المشروع الحلم بتونس أخرى ممكنة ،ذات نظام يجمع بين المركزي والفيدرالي؟
الجدير بالذكر أن هذه اللقاءات ستتواصل قريبا في سوسة و قابس والعديد من المناطق الداخلية الأخرى من أجل المحافظة على درجة التميّز التي عرف بها فريق شبكة مراقبون، مراقبون على المدى الطويل لمتابعة كامل المسار الانتخابي وفي كل المحطات الانتخابية التي تشهدها تونس .