كتيب التقاطعية
نقدم لكم.نَّ اليوم هذا الكتيب، والعالم يتغير و يتبدل من حولنا لمناهضة أشكال الارتهان والتبعيةّ والسّياسات التّي فقرّت وهمّشت وسلطّت كلّ أنواع العنف على الشعوب والأفراد ومازالت تمُارس هيمنتها الواسعة بكلّ الوسائل المتاحة. إنَّ الحركات التي تصُارع مختلف أشكال هذه الهيمنات والاضطهاد ثابتة لم تتزعزع، وتنقلرسائلها النضالية من جيلٍ لآخر رغم التعتيم والقمع الممنهج. لقد شهد العالم منذ ستيّنات القرن الماضي بروز حركات اجتماعيةّ وسياسيةّ واقتصاديةّ واسعة تطالب بوقف الحروب والاستعمار، وتحقيق العدالة، وبالمضي قدمًا نحو الحرية. لقد تقاطعنا و تواجدنا في أمكنة وأزمنة مختلفة، نحمل همومنا، نتواجد في الساحات ونكتب دفاعًا على نفس القضايا من زوايا وبأولوياّت
مختلفة ... لقد كناّ منذ زمنٍ بعيد تقاطعياّت وتقاطعيين في الممارسة قبل الفكر، دون أن نعلم بذلك ! لم تنفصل تونس سواء في تاريخها الماضي أو في ما تعيشه اليوم عن هذه المطالب الكونيةّ، فقد كانت كلّ الحركات الاحتجاجيةّ المناهضة للاستعمار والحركات النقابيةّ والانتفاضات الطلابّيةّ في مارس 86 في تونس، و في ماي 86 في فرنسا وما بعدها تنُادي بالحريةّ والعدالة الاجتماعيةّ. بعد مرور أكثر من عشر سنوات على اندلاع الثورة التونسية في 17 ديسمبر 2010 / 14 جانفي 2011 مازالت نفس الشعارات والمطالب التقاطعيةّ ترُفع في الساحات العامّة ولعلّ مسيرات 2021 خير دليل على ذلك. إذا أردنا فهم تلك المسيرات من زاوية تقاطعيةّ سنجد أنّ الفئات التي شاركت فيها مختلفة: أبناء وبنات الأحياء الشعبيةّ المفقرّة، متضرّرون ومتضرّرات من السياسات الاقتصاديةّ المُجحفة، نسوياّت مناهضات لدولة البوليس الذكوريةّ ولجرائم قتل النساء، كويرياّت وكويريوّن مُدافعات عن الحرياّت الفرديةّ ويسعين لانتزاع حقهّنّ في التواجد في الفضاء العامّ. جميع هذه الفئات التي تتعرّض لأشكال قهر مُضاعفة ومتعدّدة الأبعاد تجمّعت في ساحات النضال ورددّت نفس الشعارات بصوت واحد. احتجاجات أخرى واعتصامات تطُالب بالحق في الماء شهدتها مناطق مختلفة داخل البلاد تعُاني العطش والجوع والتفقير ولكنّ التعاطي الإعلامي الرسميّ معها لم يكن في حجم الحدث بل وصل إلى حدّ التعتيم والحجب. لم نسمع أصوات المحتجّين والمحتجّات من فلاحّين مُضطهدين ومُزارعات لا يمتلكن الأرض بسبب القوانين والأعراف الذكوريةّ إلا في بعض وسائل الإعلام البديلة التي تحاول تسليط الضوء على قضايا متروكة ومُغيبّة من السرديةّ السائدة مثل قضايا المهاجرات والمهاجرين الأفارقة السّود الذين/ اللاتي يعانون-ين من العنصريةّ والتفّقير والتهميش أو قضايا ذوي وذوات الإعاقة المُبعدين من دوائر الاهتمام والبحث.
Product details
Table of contents
الفهرس
المقدمّة 8
I. التقّديم الأدبي 12
1. نشأة مفهوم التقاطعية 13
2. تطورّ التقاطعيةّ ضمن النسويةّ السوداء 15
3. من النسّوية السّوداء إلى النسوياّت الأخرى: 19
النسّويةّ ما بعد الاستعماريةّ نموذجا
4. جذور التقاطعيةّ البحثيةّ والنضاليةّ في دول الجنوب 20
5. من النسّويةّ السّوداء إلى مجالات وأطر معرفيةّ أخرى: 22
التقّاطعيةّ البيئيةّ نموذجا
II . التقاطعيةّ في السّياق التوّنسي 25
1. التقاطعيةّ في المجالات المعرفيةّ والنضّاليةّ في تونس 26
تقبلّ السّياق التوّنسي لكلمة «التقّاطعيةّ »
2. مكانة التقّاطعيةّ في الانتاجات المعرفيةّ التوّنسيةّ 29
III . التقاطعيةّ في مجالات البحث الميداني 31
1. التبّنيّ التاّمّ للتقّاطعيةّ كمصطلح ومنهجيةّ وممارسة 33
2. التبّنيّ الجزئي للتقّاطعيةّ كمنهجيةّ وممارسة 34
3. التبّنيّ العملي للتقّاطعيةّ كممارسة 36
3.1 . ممارسات داخل أطر الجمعياّت والمجموعات 37
3.2 . ممارسات عابرة للجمعياّت والمجموعات: 38
مؤتمر الحركات الاجتماعية والمواطنيةّ نموذجا
IV . فئات التقاطعيةّ في السّياق التوّنسي 41
V. دليل التدّريب من أجل التقّاطعيةّ 47
الخاتمة 90