عندما يطرح موضوع الاقتصاد، في العادة لا نسمع الكثير من الكلام عن العمل المخفي والمغيب الذي يقوم به مقدمي ومقدمات الرعاية واللذين يمثلون المحرك وراء بقائنا على قيد الحياة من خلال الخدمات التي يقدمونها لنا. وبالتالي، من الجلي أنه من الضروري اليوم مناقشة أعمال الرعاية وإخراجها من الخاص إلى العام باعتبارها عمل ونشاط أساسي بوجودها تكون لدينا الإمكانية للقيام بجميع الأنشطة الاقتصادية والتجارية الأخرى في السوق.
للأسف علم الاقتصاد اليوم يعتبر الأنشطة الرعائية موارد مجانية ذاتية التجديد توجد خارج نطاق السوق، بعبارة أخرى هي موارد "ما قبل اقتصادية" أو "غير اقتصادية" ، وبالتالي ليس لها أي مكانة على الإطلاق. في حين أن المبدأ الأساسي للاقتصاد هو تلبية احتياجات الإنسان.
لو عدنا لأصل كلمة إقتصاد في الحضارة الاغريقية oikonomia، لوجدنا أن المصطلح يتكون من كلمتين: oikos، والتي عادة تُترجم إلى «منزل» ؛ وnomia، و اقرب ترجمة لها تعطينا معنى «الإدارة والإعفاء». وبالتالي، مصطلح oikonomia يعني «إدارة الأسرة» لأنه و بكل بساطة اذا لم يقم شخص ما بتوفير الوقت والجهد والموارد في هذه المهام اليومية الأساسية الحياتية، فإن المجتمعات وأماكن العمل والاقتصادات تتعطل . ومع ذلك الإنحراف اليوم في معنى الإقتصاد يجعله لا يتحلّى بالصدق في الاعتراف بأن يهتم حقًا بتلبية احتياجات الإنسان ؛ لأنه يركز فقط على طلب المستهلك والمعاملات النقدية وتراكم رأس المال.
تقدم مؤسسة هينريش بل هذا الفيديو القصير بعنوان الاقتصاد هو الرعاية لتبسيط المفهوم وتقريبه إلى الأذهان
