عادةً ما ترتبط مجلات وصفحات الموضة بالالوان والماركات ، والرائج في ذلك الوقت، بينما تقل مناقشة حرية اختيار الملبس والمظهر في مجتمعاتنا، إذ لا تزال فكرة التعرف أو وصم الأشخاص عن طريق الملابس و المظهر الخارجي مسيطرة، سواء من خلال الطرازوالنمط أو من خلال الألوان والماركات التي فرضها النظام الرأسمالي السائد.
يعود إكتشاف الملابس إلى أزمنة سحيقة حيث ظهرت كوسيلة تدفئة وحماية من برودة الطقس. وكانت الأشكال الأولى للملابس عبارة عن عناصر جاهزة من الطبيعة المحيطة، وفي المناطق الباردة كانت الملابس عبارة عن فِراء وجلود الحيوانات التي يصطادها الإنسان.
جاءت أبرزمحطّات تطوّر صناعة اللباس والحياكة لاحقاً مع اكتشاف الصوف وتطوّر حياكته ، ثم مع ظهورصناعة الحرير وتربية ديدان القزّ، ثم مع اكتشاف وتطويرزراعة القطن .
لاحقاً تطوّرت أساليب وأدوات النسيج والحياكة، وتطوّرت معها الملابس وظهرت لها وظائف ودلالات جديدة. فظهرت المعاني والاعتبارات الدينية والطبقية والاثنية والثقافية والسياسية إلخ ..
تعتبر الملابس اليوم حرية فردية، ولذلك فإن اختيار وتحديد المظهر الخارجي يعد أحد أوجه الحرية الشخصية تضمنه المواثيق الدولية والدساتير في إطار حرية الأفراد الشخصية. وقد أقرت مواثيق دولية وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حق الإنسان الأساسي في ظروف معيشية لائقة تتوفر فيها خدمات مثل التعليم والعلاج، إلى جانب احتياجات الغذاء والماء والملبس والمأوى، بالإضافة إلى الإقرار بحق الفرد في القدرة على اتخاذ القرارات الشخصية وتحديد الخيارات.
نقدم لكم-ن هذه الحلقة من Tête à tête Böll Talk حول حرية اللباس مع سيف الثايري.