الإنتقال الديمقراطي
تواجه بعض مناطق العالم العربي في مرحلة ما بعد الثورات واقع سياسي و اجتماعي متوتر في بعض الأحيان وذلك نتيجة للتغيرات التي طرأت في المجتمع العربي على جميع الأصعدة. إذ أن التحركات المجتمعية في مرحلة ما يسمى بالربيع العربي نشأت نتيجة تنامي الوعي و إيمان الأفراد بحقهم في العيش الكريم و جاءت حاملة آمل المواطنين و توقهم لممارسة حرياتهم و تحقيق سيادة القانون عوضا عن سيادة الأفراد. و اتخذت هذه الثورات رموزا و شعارات تعبر عن تطلع الشعوب التي لطالما رزحت تحت الأنظمة القمعية الظالمة للكرامة و العدالة الاجتماعية.
تبرز تحديات هذه المرحلة الانتقالية في تبني المواطنين لدورهم المدني و التشاركي الجديد و تغير تمثلهم للسلطة و ذلك من خلال ممارستهم الفعلية لحقوقهم المدنية كحق الانتخاب والإدلاء برأيهم في السياسات الانتخابية عبر تطبيق سياسة التشاور في أخذ القرار في مرحلة كتابة الدستور . ترى مؤسسة هينريش بل أن دورها يتمحور في توفير الدعم التقني لمبادرات المجتمع المدني لمواجهة الأوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الجديدة.ودعم فرص الحوار و تبادل التجارب على الصعيد الإقليمي. يسعى برنامج مؤسسة هينريش بل للاهتمام بمتطلبات و أوليات هذه المرحلة و خاصة مسائل العدالة الانتقالية والحوكمة و ديمقراطية النوع الاجتماعي التي ترتبط بالعدالة الاجتماعية وتطبيق مبادئ التكافؤ أمام القانون بين جميع أطراف المجتمع ويعتبر هذا من أهم مؤسسات الديمقراطية التشاركية.
تتركز أعمال المؤسسة على دعم منظمات المجتمع المدني من جمعيات و مؤسسات في ترسيخ قيم المساواة الاجتماعية و الاقتصادية في المجتمعات و محاربة جميع أنواع الإقصاء القائم على خلفيات نوعية أو انتماءات عرقية أو دينية. لتحقيق أسس الثقافة الديمقراطية ترى المنظمة أن المرحلة الانتقالية هي تمرين و تجربة أولية لممارسة الأفراد لحقوقهم